«السيستم عطلان راجعنا غدا ».. باتت تلك العبارة عقابا دارجا تلك الأيام على مراجعي الجهات الرسمية أن يقبلوا به حتى وإن عطل مصالحهم وكبدهم الخسائر والغرامات. أصبحت هذه العبارة الصادمة «ماركة كويتية» رائجة، فان لم تسمعها في واحد من أروقة الوزارات أو الجهات الرسمية، فإما أنك من القلّة المحظوظة، وإما أن لديك «وسيط» فقد تعَود اغلب مراجعي الوزارات والهيئات والمؤسسات الرسمية، على ان يواجهوا أزمة في عطل الانظمة الالية في بعض الجهات، ما يعطل سير معاملاتهم، وأعمالهم، في مرأى يشبه تصادم «حلم» «السلطات الالكترونية» بـ «واقع» عطل الأنظمة الآلية المتواصل.
على أن لتعطّل «السيستم» اسبابا عديدة، منها ما هو فني، أو آلي يتعلق بعدم تجديد أجهزة وبرامج بعض الجهات، أو عدم تحمل أنظمة هذه الأجهزة لكثرة الاستعمال وكثرة مرتادي مواقع بعض الجهات، أو بطء سيرفرات الشبكة العنكبوتية في تلك الانظمة الآلية. إلا أن هناك أسبابا أخرى لمشكلة «عطل السيستم» يتداولها مغردون كأن يكون المستوظف «ماله خلق يشتغل» فيتحجج او ياتى بمبرر بالعطل الفني.
وتكشف نظرة سريعة على بعض التغريدات التي تبلغ على حسابات جهات رسمية خدمية، كمية إمتعاض و«تحلطم» المراجعين من الاعطال المتكررة للانظمة، بينما تأتي ردود الجهات مقتضبة بان العطل فني وجارى الشغل على اصلاحه، او تقديم اعتذار طفيف وبسيط، او المطلب من المراجع معاودة إعادة النظر في يوم آخر، او التزام الصمت! ولم يفت المغردون ان يقارنوا بين مستوى الخدمات التكنولوجيا والالية المقدمة من الجهات والمؤسسات الرسمية في البلاد، وبين ما تكشفه حسابات مغردين خليجيين عن مستوى الخدمات الرسمية الفطنة التي تقدم لهم، في وضعية أعلنت نطاق رغبة المغردين الكويتيين بأن توائم الجهات الرسمية التقدم التقني في الدول الجارة، التي بلغ بها التقدم الى انجاز اغلب المعاملات، من البيت، دون الاحتياج لمراجعة ناحية ما، بل حتى بعض المعاملات تبلغ للمواطن عبر طائرات ضئيلة الى باب منزله دون عناء، في حين لسان حال المغردين الكويتيين يردد «شنو ناقصنا؟».
«البيانات المدنية» والنقطة السلبية تتقدم هيئة البيانات المدنية بخدمات فريدة في ميدان الاستغناء عن الاوراق وإمكانية رفعها عبر الموقع الالكتروني المخصص ببعض المعاملات، كتجديد البطاقات المدنية لجميع الافراد، الا انه وبالرغم من هذا مازالت بعض معاملاتها تتطلب إعادة نظر موضع الهيئة، الذي يشهد كل يوم اكثر من ٤٠٠ مراجع لتقديم مستندات والإمضاء وغيرها من الاجراءات، التي تعد نقطة سلبية في بحر الريادة الإلكتروني الموالي لها. «الداخلية».. الإنتهاكات إلكترونية والباقي ورق مازالت معاملات وزارة الداخلية على العموم ورقية، ماعدا صرف الإنتهاكات الذي يشهد على نحو منافسات دوري تعطلاً ملحوظاً يعوق أعمال إنهاء معاملات المدنيين والمقيمين.
بين «المهندسين» و«القوى التي تعمل» شددت مصادر مطلعة لـ القبس ان نسق الربط الإلكتروني بين جمعية المهندسين وهيئة القوى التي تعمل شهد عطلاً فنياً منذ أيام أصابه من طرف الهيئة. وقالت المصادر ان الجمعية فحصت النسق من جهتها، ولم تجد اي خلل، الا انه وبعد التدقيق مع القوى التي تعمل، تبين ان الإطار من جهتها يتكبد خللا بسيطا، ولا يفتقر إلا إرجاع تشغيل، الامر الذي تسبب في عطل أكثر من 48 ساعةٍ! وقالت المصادر ان جمعية المهندسين تفادت التعطيل في الإطار بمضاعفة الشغل لإتمام ممارسات المعاملات وتجاوز أي تعطيل. «راجعنا الاحد».. شعار بعض الجهات باتت عبارة «راجعنا الاحد السيستم عطلان» شعاراً كل أسبوعً، ترفعه بعض الجهات كل خميس، وعلى مراجعيها تقبله، رغم أنه يكبدهم خسائر عينية تتعلق بغرامات تأخر تحديث تراخيص أو إنتاج أذونات عمل لتحديث إقامات سنوية أو إنتاج أوراق حكومية بغاية إنجاز معاملة ما. خدمة «أكثر سهولة» أصبحت بطيئة! رغم أن «القوى التي تعمل» أطلقت خدمة «أكثر سهولة» لاستقبال المعاملات لأصحاب الأفعال لادخار المجهود والوقت، فإن عامل الضغط وكبر مقدار المراجعين يعدان العائق الاكبر في مُواجهة سرعة انجاز المعاملات الموالية لأصحاب الاعمال او حتى المندوبين. ويلمح في الآونة الاخيرة وجود تأخر في اعتماد مرفقات المعاملات في «أكثر سهولة»، حيث كانت تمتاز سابقا بشكل سريع في الانجاز الى اقل من ٢٤ ساعة، انما في الوقت الحاليّ أصبح ملحوظا ان بعض المعاملات تتأخر الى ٤ ايام، وتبلغ الى اسبوع احيانا
المصدر :ق.ب
Post a Comment